الكلمة

مختار من قبل الله: نظرة إلي عقيدة المصير (PDF) هذا المقال على نسخة PDF

مختار من قبل الله: نظرة إلي عقيدة المصير



السؤال عن المصير و الإرادة الحرة قائم منذ عهد بعيد في جسد المسيح . هناك الكثيرين الذين يقولون أن الله قد اختار المُخَلَصين و هم فقط الذين سيخلصون. و بالتالي و بناء علي هذه النظرة، سواء كان هناك من خلص أو لا انه ليس سؤالاً بالقدر الكبير لشخص آخر يتحدث له بالكلمة و بالتالي يصدق هذه الكلمة. و بالرغم من أنه مُحتاجٌ بلا شك أن يفعل هذا، فهو يستطيع بالضرورة أن يقوم به فقط لأن الله "صيَّره" لذلك، قد "اختاره". الم "يُصيِّره" الله، الم "يختره" الله. - بمعني أن اختاره فوق شخص آخر لم يكن مختاراً- إذن لن يخلص. إنه إذاً راجعاً لله في النهاية من يخلص و من، علي حسب هذه النظرة، قد "صيِّر"، قد أُختير مسبقاً ليخلص. الذين قد اختارهم الله ليخلصوا سيخلصون و لكن هؤلاء الذين لم يختارهم ( الذي سيعني إذاً: الذين رفضهم الله من الخلاص) لن يخلصوا. هذا قطعاً اعتقاد مناسب جداً حيث ينقل مسؤولية الخلاص لله، مما يعني أنه، علي ضوء هذه النظرة، قد اختار الذين سيخلصون. كذلك إذا كنت لا تشعر برغبة في قول الكلمة للآخرين ...... ليست مشكلة كبيرة. الله يعرف ذلك، و لم يرتب أن يمر شخصا مُخَلصاً في طريقك. بعد كل هذا، أياً كان من سيخلص، سيخلص مهما حدث..... إنه كله راجع لله. إنه رأيي الشخصي أنه بقدر ما يكون هذا الاعتقاد مناسباً، فإنه أيضاً اعتقاد خاطيء و خطير للغاية. أنا اعتقد ايضاً ان هذا المذهب هو المسؤول ، جزئياً علي الاقل، عن سلبية الكثير من الناس بخصوص المتحدثين بالكلمة: الناس لا تشعر حقيقة بالمسؤولية في التكلم بالإنجيل إلي النهاية، و بناء علي هذه النظرة، أنه أيا كان من سيخلص، سيخلص. أنا أعارض بقوة هذا الرأي. أنا اؤمن انه وفقاً للكتاب المقدس، قٌد أعطي الله أبنه لكل البشر، مما سيعني إذاً أن اختياره للخلاص هو: الجميع . هذا بدوره يعني أن الرأي الذي يقول أن الله قد اختار أن يخلص شخصاً، علي شخصٍ لا يمكن أن تكون صحيحة.

الخلاص: أختيار الله للجميع.

لنري رغبة الله بخصوص الخلاص، دعونا نبدأ بتيموثاوس 2: 4. فنقرأ هناك:

تيموثاوس الأولي 2: 4
" اللهِ مُخَلِّصِنَا .... يُرِيدُ لِجَمِيعِ النَّاسِ أَنْ يَخْلُصُوا، وَيُقْبِلُوا إِلَى مَعْرِفَةِ الْحَقِّ بِالتَّمَام "

من الذي يريده الله أن يخلص؟ ما هي إرادته عن الخلاص؟ ما الذي يريده و يبتغيه؟ كما تقول لنا الفقرة، هو يرغب و يريد جميع الناس أن يخلصوا! "جميع الناس" تعني الجميع. إنه لم يختار بعض الناس علي بعض آخرين ثم أعطي ابنه لهم فقط. و لكن بدلاً من ذلك فقد أعطي ابنه لجميع الناس، لكل شخص علي وجه هذه الأرض و قد أراد أن يخلص كل إنسان علي وجه الارض! هذه هي مشيئته المُعلنة، رغبته، إرادته، اختياره. هذا ما تقوله لنا الآيات 5 و 6 من نفس الرسالة:

تيموثاوس الأولي 2: 5- 6
" فَإِنَّ[هناك] اللهَ وَاحِدٌ، وَالْوَسِيطُ بَيْنَ اللهِ وَالنَّاسِ وَاحِدٌ، وَهُوَ الإِنْسَانُ الْمَسِيحُ يَسُوعُ، الَّذِي بَذَلَ نَفْسَهُ فِدْيَةً عِوَضاً عَنِ الْجَمِيعِ. هَذِهِ شَهَادَةٌ تُؤَدَّى فِي أَوْقَاتِهَا الْخَاصَّةِ"

لكم اعطي يسوع المسيح نفسه فدية؟ ليس لبعض و لكن لكل، أخ و أخت. لقد دفع يسوع المسيح الثمن لجميع الناس و قد صنع هذا بهدف أن يتذوق جميع الناس طعم الخلاص. إذا كان قد صنع هذا إذاً، الن يكون هذا متناقضداً أن نقول ان الله قد اختار في الحقيقة بعض من كل هؤلاء الذين قد أعطاهم أبنه، مما يعني بالضرورة انه لم يختار (اي رفض بناء علي ذلك) الباقين؟ تخيل أنك ذهبت إلي السجن و أنك أحببت كل المسجونين كثيراً لدرجة أنك دفعت أغلي ثمن ممكن - بالنسبة لله كان الثمن هو ابنه- لتحريرهم. كم منهم تود أن تراهم احراراً؟ اعتقد جميعهم. الآن تخيل أن بعضهم اختار ان يبقي بالسجن. بماذا كنت ستشعر؟ الن تكون شديد الحزن و الألم حيال هذا؟ لقد دفعت أغلي ثمن من أجلهم! تريدهم خارجاً! سوف أصبح شديد الحزن إذا اختاروا أن يبقوا و أعتقد أن الله كذلك أيضاً. لقد بذل ابنه، لقد دفع اغلي سعر ممكن للجميع و لكن ماذا تظن قد حدث: لقد اراد أن يستفيد الجميع بما قد جعله متاحاً. لقد اراد أن يحرر الجميع" هُوَ الَّذي أَنْقَذَنا مِنْ سُلْطَةِ الظَّلام وَنَقَلَنا إلي مَلَكُوت ابْن مَحَبَّتِهِ" (كولوسي 1: 13).

هذا ما تقوله فقرة يوحنا 3: 16 ، و التي عادة ما يُشار إليها، تقول لنا:

يوحنا 3: 16- 18
" لأنَّهُ هكذَا أحَبَّ اللهُ العَالَمَ حَتَّي بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لا يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بهِ، بَلْ تكُونُ لهُ الحَيَاةُ الأَبَديَّةُ. فإنَّ الله لَمْ يُرْسِل ابْنَهُ إلي العَالَم ليَديِنَ الْعَالمَ، بلْ ليَخْلُصَ العَالَمُ بهِ. فالَّذي يُؤْمِنُ بهِ لا يُدَانُ، أمَّا الَّذِي لا يُؤْمِنُ بهِ فَقَدْ صَدَرَ عَلَيْهِ حُكْمُ الدَّيْنُونَةِ، لأنَّهُ لمْ يُؤْمِنْ باسْم ابْن اللهِ الوَحيدِ."

لقد احب الله العالم (باستخدام مثالنا مع المسجونين: لقد احب جميع المسجونين، ليس فقط بعضهم) و لكل العالم، لكل إنسان، بذل ابنه. لماذا؟ " بلْ ليَخْلُصَ العَالَمُ بهِ.". عندما بذل الله ابنه لم يكن يهدف الي جزء من العالم و لكن الي كل العالم! لم يكن يريد ان يحرر بعض المسجونين و لكن كل المسجونين. الخلاص هو اختيار الله لكل الناس، لانه من اجل كل إنسان قد دفع الثمن المقابل. لا يوجد إنسان علي سطح الارض قد اختاره الله ليضيع.

ماذا تعني الكلمة عندما تتحدث عن المختارين؟

أن تكون مختاراً تعني أن أحدهم قد اختارك، أي أنت اختياره. كما نقرأ في الصفحات السابقة أنها إرادة الله المعلنة أن كل إنسان يخلص و من أجل هذه الغاية دفع الله الثمن حياة ابنه. الآن إذا كان الله يريد كل الناس أن يخلصوا، هذا يعني أنه اختيار الله لجميع الناس أن يخلصوا. تباعاً إن كان هذا اختيار الله، إرادة الله لكل إنسان، ماذا سيصنع هذا إذاً بكل إنسان بخصوص الخلاص؟ مُختارين. بطريقة أخري عندما تشير كلمة الله إلي اننا مرشحين و منتخبين، لا يمكن بأي طريقة أن تعني أننا مختارين فيما يتعلق ببعض الآخرين المزعوم أنهم غير مختارين. الجميع مختارون من أجل الخلاص، لأن هذا هو الاختيار، ما يريد الله، لكل إنسان (و بالرغم من وضوح انه لن يأخذ الجميع هذا العرض). عوضاً عن ذلك، فمعني الكلمة انه عند مناداتنا بالمختارين، فهي مختارين من أجل الخلاص. فالخلاص هو اختيار الله، مشيئته، لكل الناس و لذلك، بالنسبة للخلاص، كل الناس مختارين بواسطته. مع ذلك لن يقبل الجميع هذا العرض و النتيجة انهم سوف يضيعون. و لكنهم لن يضيعوا بسبب عدم اختيار الله لهم من أجل الخلاص و إنما بسبب اختيارهم أن يرفضوا اختيار الله لهم. و بنفس الطريقة، نحن ايضاً خلصنا ليس لان الله قد اختارنا عن بعض الآخرين الذين يزعم أنهم لم يُختاروا. و انما عوضاً عن ذلك فلقد خلصنا لاننا اخترنا ان نقبل اختيار الله لنا و لكل انسان. الخلاص هو قضية في الايمان. انها قضية الناس الذين يختارون الله و ليست قضية اختيار الله لهم. بقدر اهتمام الله، لا توجد قضية: لقد اختار كل الناس من أجل الخلاص و لهذه النتيجة فقد بذل ابنه. انظر ايضاً إلي هذه الفقرة من الكتاب:

أعمال الرسل 10: 43
" أنَّ كُلَّ مَنْ يُؤْمِنُ بهِ يَنَالُ باسْمِهِ غُفْرَانَ الْخَطَابَا"

رومية 9: 33 ، 10: 11
" مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ لا يَخِيبُ"

يوحنا الأولي 5: 1
" كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ حَقَّاً أنَّ يَسُوعَ هُوَ الْمَسيحُ، فهُوَ مَوْلُودٌ مِنَ اللهِ"

يوحنا 11: 26
" وَ مَنْ كَانَ حَيَّاً وَ آمَنَ بي فَلَنْ يَمُوتَ إلي الأَبَد"

يوحنا 3: 16
" لِكَيْ لا يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بهِ، بَلْ تكُونُ لهُ الحَيَاةُ الأَبَديَّةُ"

يوحنا 12: 46- 48
" فَمَنْ آمَنَ بِي لا يَبْقَي فِي الظَّلام، وَ إذا سَمِعَ أحَدٌ كَلامِي وَ لَمْ يُؤْمِنْ بِهِ، فَأنَا لا أحْكُمُ عَلَيْهِ، فَقَدْ جِئْتُ لا لأحْكُمَ عَلَي الْعَالم بَلْ لأخَلِّصَ العَالمَ، فاَّلذي يَرْفُضُني و لا يَقْبَلُ كَلَامِي، لَهُ مَنْ يَحْكُمُ عَلَيْهِ: فَإنَّ الكَلِمَةَ التي قُلْتُهَا هيَ تَحْكُمُ في اليَوْم الأَخيِر"

انظر إلي كل هذه ال "كل من" في هذه الفقرات. كل من، بغض النظر عن من هو- هذا ما تعنيه "كل من"- سوف يخلص أو لن يخلص بناء علي ما إذا كان قد آمن أو لا. إذا آمن سيخلص، لأنه اختيار الله، إرادة الله له. و لكن إذا اختار أن لا يؤمن فسوف لن يخلص. هذا ليس بكل الاحوال اختيار الله، إرادة الله له، و لكن ما سيحدث هو مبني علي الأختيار الذي صنعه هذا الإنسان، إنه هكذا بكل بساطة.

لكي نلخص: هناك نوعان من الاختيار. النوع الاول من الاختيار يشير إلي اختيار إنسان علي إنسان آخر. و بهذا المنطق، و بناء علي الاعتقاد في الترشيح، فقد اختارنا الله و رفض الآخرين. و لقد صيَّرنا نحن للخلاص، المسيحيين، و لكن ليس الآخرين. الآخرين غير مُختارين، بناء علي هذه النظرة. هل يمكن لتلك النظرة أن تكون صحيحة؟ لا، لانه، وفقاً لفقرات الكتاب التي قرأناها، الله يرغب، وهو اختياره، أن كل إنسان ينال الخلاص و لهذا الهدف بالضبط أي الخلاص لكل إنسان، قد بذل ابنه الوحيد. لذلك فالاختيار و التصيير المذكورين في أفسس 1: 3-7- " اخْتَارَنا فيِه قَبْلَ تَأسيس العَالَم، لِنَكُونَ قِدِّيسينَ بلا لوْمٍ أمَامَهُ. إذْ سَبَقَ فَعَيَّنَنَا في المَحَبَّةِ ليَتَّخِذنا أبناءً لهُ بيَسُوعَ المَسِيح..." - لا تأخذ معني النون في (أختارنا) علي أننا قد تم أختيارنا علي بعض الآخرين المزعوم أنهم لم يتم اختيارهم، و لكن معناها أنه تم أختيارهم من أجل الخلاص. نفس الاختيار- الخلاص- صنعه الله من أجل الجميع أيضاً، عندما بذل ابنه. مثل المساجين في مثالنا: كل إنسان قد أُختير ليختبر الحرية. هل أنا مؤهل إذاً أن اتحدث إلي المسجونين السابقين الذين قبلوا عرضي و أقول لهم " أنتم مُختارون لتكونوا أحراراً"، " لقد أعددتكم سلفاً لهذا" " أنتم اختياري"؟ نعم انا بالتأكيد مؤهل لفعل ذلك. و مع ذلك علي اعتبار انه ايضاً اختياري لهؤلاء الذين مازالوا في السجن، عندما أقول "المُختارين" أنا لا أقول بأي حال من الأحوال أن هؤلاء قد تم اختيارهم علي الذين رفضوا عرضي. فاختياري لهم أيضاً أن يكونوا أحراراً. لقد اختارنا الله في الحقيقة و لكنه لم يختارنا علي بعض آخرين. إن الله لا يلتقط و يختار من سيخلص. إذا قام بهذا فسيكون مُفضلاً لأشخاص و هو ليس كذلك:

أعمال الرسل 10: 34
" الله لا يُفَضِل أحَداً عَلَي أحَد"

عوضاً عن ذلك، سيجد الله كل من يبحث عنه. في الحقيقة، إنه يبحث عمن يبحثون عنه حتي يظهر نفسه لهم:

المزامير 14: 2
" أشْرَفَ الرَّبُّ عَلي بَنِي آدَمَ لِيًرَي هَلْ هُنَاكَ أيُّ فاهِمٍ يَطلُبُ اللهَ ؟"

و تثنية 4: 29
" وَ لَكِنْ إنْ طَلَبْتُمْ مِنْ هُناكَ الرَّبَّ إلهَكُمْ، مُلتَمِسينهُ مِنْ كُلَّ قُلُوبكُمْ وَ نُفُوسِكُمْ، فإنَّكُمْ تَجِدُونهُ"

عندما يبحث إنسان عن الله، عندما يدعوه أن يكشف نفسه له و يكون قاصداً ذلك، 100%سيظهر الله . هو الوحيد الذي سيجذبه له. و لكن ليس هذا ما سيفعله الله لهذا الإنسان فقط. و لكنه شيء يفعله لكل من يدعوه. الله ينظر للذين يطلبونه و الذين يطلبونه بكل قلوبهم سيجدونه. هذا شيئاً لا يحدث أحياناً لبعض الناس. و لكنه قانوناً، مُملى بكلمة الله. حينما يدعو إنسان الله من كل قلبه، يظهر الله 100% و يجذبه نحوه. و بهذا المنطق نحن نحتاج أن نفهم تسجيل بشارة يوحنا التي تقول:

يوحنا 6: 44

" لا يَقْدِرُ أحَدٌ أنْ يَأتِيَ إليَّ إلَّا إذا اجْتَذبَهُ الآبُ الَّذِي أرْسَلنِي"

الكثيرين يأخذون هذا المقطع و يقولون" أترون، إنه كله راجع لله. إذا أراد الله، سيجذب هذا الإنسان إليه. و إذا لم يرده، فلن يجذبه إليه". تفسير هذه الفقرة بهذه الطريقة تجعل الله مُفَضلاً لأشخاص و متجاهلاً أن المسيح قد مات من أجل الجميع، حتي يخلص الجميع. إن الله لا يلتقط و يختار من الذي يجذبه إليه. و لكن عوضاً عن ذلك سيظهر لكل الذين يبحثون عنه. إنه القانون الروحي الذي قد أملى به. و علي هذا سوف نقول أكثر في الجزء التالي.

الخلاص: مسؤليات الله و مسؤولياتنا.

بالتأكيد الله له دور ليلعبه في الخلاص، و الدور الأكثر أهمية. و لكننا لدينا مسؤولياتنا و الله لديه دوره أيضاً. كورنثوس الثانية 5: 18- 21 واضح جداً بشأن تصالح الإنسان و الله. كما نقرأ هناك:

كورنثوس الثانية 5: 18- 21
" وَ كُلُّ شَيْءٍ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللهِ الَّذِي صَالَحَنَا مَعَ نَفْسِهِ بالَمَسيح، ثُمَّ سَلَّمَنَا خِدْمَةَ هَذه المُصَالَحةِ. ذلِكَ أنَّ اللهَ كانَ فِي الْمَسيح مُصَالِحاً العَالمَ مَعَ نَفْسِهِ، غَيْرَ حَاسِبٍ عَليْهِمْ خَطَايَاهُمْ، وَ قَد وَضَعَ بَيْنَ أيْدينَا رِسَالة هَذِهِ المُصَالحَةِ. فَنَحنُ إذنْ سُفَراءُ المَسيح، و كأنَّ اللهَ يَعِظُ بنَا نتَوسَّل بالنِّيَابَةِ عَنْ المسَيح مُنَادينَ: "تصَالحُوا مَعَ اللهِ"، فإنَّ الَّذي لمْ يَعْرَفْ خَطِيئَةً، جَعَلَهُ اللهُ خَطِيئَةً لأجْلِنَا، لنَصير نَحْنُ برَّ اللهِ فِيهِ."

ببذل ابنه، صالح الله العالم مع نفسه. بطريقة أخري الباب لله مفتوحاً الآن. مستخدمين مرة أخري مثال المسجونين، أبواب السجن كلها مفتوحة! و لكن المسجونين مكفوفين. لا يستطيعوا أن يروا هذا. لقد أصبحوا مكفوفين بواسطة إله هذا العصر(كورنثوس الثانية 4: 4)، الشيطان، بحيث لا يرون الخلاص المتاح أمامهم. لذا الإنسان محتاج أن يقول للناس: " الباب لله مفتوح الآن! رجاء تصالحوا مع الله. فإنَّ الَّذي لمْ يَعْرَفْ خَطِيئَةً، جَعَلَهُ اللهُ خَطِيئَةً لأجْلِنَا، لنَصير نَحْنُ برَّ اللهِ فِيهِ!" هذا، القول، مدخل الناس إلي الله، هي خدمة المصالحة. و من لديه هذه الخدمة؟ الجواب في غاية البساطة: نحن. إنها مسؤوليتنا أن نقول للناس. إنه نحن السفراء للمسيح. إذا أردت شيئاً من دولة أجنبية يجب عليك أن تتصل بسفارة هذه الدولة، المُمَثِلين، ال "السفراء" لهذه المدينة. بالنسبة لله، فنحن السفراء. لقد فتح الله أبواب السجن، فتح الباب له. لقد صالح العالم مع نفسه ببذل ابنه. الآن نحن، الذين كنا سجناء، الذين كنا مكفوفين، نحتاج أن نقول للذين مازالوا سجناء و مازالوا مكفوفين " تعالوا إلي الله، الباب مفتوح!"

وضوحاً أكثر للمسؤوليات في كورنثوس الأولي 3: 5- 6. حيث نقرأ هماك:

" فَمَنْ هُوَ بُوُلُس؟ وَ مَنْ هُوَ أبُلُّوسُ؟ إنَّهُمَا فَقَطْ خَادِمَان آمَنْتُمْ عَلي أَيْدِيهمَا، وَ كَمَا أنْعَمَ الرَّبُّ عَلَي كُلٍّ مِنْهُمَا. أنَا غَرَسْتُ وَ أبُلُّوسُ سَقَي؛ وَ لكِنَّ اللهَ أنْمَي."

أنظر التغيير. الله له دور، الدور الأكثر أهمية . دور إعطاء النمو. ولكن علي أحد أن يرمي البذور و علي أحد أن يسقيها. و هذا الأحد ليس الله. إنه نحن! إنهم الخدام، هذا لا يعني الاكليروس، و إنما نحن، الذين لنا خدمة المصالحة. الفقرة لا تقول" الله زرع، الله سقي، الله أنمي" لقد كان هناك أناس معنيين الذين كان عليهم أن يقوموا بما دعاهم الله لعمله. الناس الذين قالوا: هذا هو الله، تصالحوا معه"

و كما اقترب هذا الإنسان من الله، قابله الله، و جذبه إليه. و كان هناك أيضاً أُناس، أمثال أبلوس، الذين سقوا البذور المزروعة في قلوب الناس، فاتحين كلمة الله و مشاركين صدقها معهم. أنظر أيضاً " عَلي أَيْدِيهمَا" المكتوبة بالبنط الاسود العريض ("آمَنْتُمْ عَلي أَيْدِيهمَا"). الوسائل التي عن طريقها قد آمن الناس كانوا بولس و أبلوس. لقد لعبوا دورهم المعطي من الله- دور الوساطة، خادم المصالحة، سفير المسيح، دور الزراعة و الري. و لكن تخيل أن نقول " ها هو الله" و لا يظهر الله. فهل يمكن لهذا الإنسان مقابلته إذن؟ بقدر ما أراد هذا، فلن يقابله. و لكن الله يصنع الجذب، يظهر، يقوم بدوره. و عندما يقول يوحنا إذن أن لا أحد سيأتي إلي الآب إذا لم يجتذبه إليه، فهو صحيح تماماً: إذا لم يظهر الله، إذا لم يعطي الله النمو، أنت و أنا نستطيع أن نزرع و نسقي بقدر ما نشاء و لن يحدث شيئاً. و لكن الله ظهر، صنع الجذب، و أعطي النمو. السؤال عو هل سنقوم بدورنا، خدمة المصالحة التي تعهدنا بها، الزرع و الري " اذْهَبُوا إلي العَالَم أجْمَعَ، و بَشِّرُوا الخَليقَةَ كُلَّهَا بالإنْجيِل" (مرقس 16: 15)؟ هذه ليست أعمال الله و إنما أدوار عُهِدت إلينا.

النتيجة

لتلخيص ذلك أخي الأعزاء: الاعتقاد بأن الله قد أختار بعض الناس علي البعض الآخر ليخلصهم و الزعم بأنه لم يختار هؤلاء الآخرين هو ملائم جداً و لكن أيضاً هو اعتقاد خاطيء. اختيار الله، إرادته، هو أن كل إنسان ينال الخلاص و يأتي لمعرفة الحقيقة. إذا كان هذا اختيار الله لكل واحد ما هو كل واحد؟ المختار! الآن إذا كان بالحقيقة سيخلص أو لا يعتمد علي ما إذا كان سيؤمن. إذا آمن سيخلص. مع ذلك، إذا لم يؤمن، فلن يخلص. هل لله دورٌ في هذا؟ نعم الدور الأكثر أهمية: بعدما يقوم الانسان بدعوة الله في قلبة ليكشف له عن ذاته، سيظهر الله و يجذبه إليه. هذا هو الجذب الذي للاب يسوع الذي نتحدث عنه. كل من كشف الله له نفسه يعلم ما اتحدث عنه. هذا الكشف لله ليس شيئاً قد قرر القيام به متزعزعاً. و لكنه شيئاً ملزم أن يقوم به و سيقوم به بناء علي وعده. تقول الكلمة أن كل من يبحث عنه من كل قلبه سيجده. الله سيظهر 100% عندما يبحث عنه الإنسان حقيقة.

و الآن بالنسبة لنا، قد أعطي لنا الله خدمة المصالحة، خدمة زرع الكلمة و ريها. و هو يصنع النمو(الجذب إليه) و لكن البذر و الري، تقديم الناس للرب، خدمة المصالحة قد أعطت إلينا. الاعتقاد بحسب أن الله قد اختار فقط بشر معينين من أجل الخلاص، و الذي يعني إذن أنه قد أختار آخرين ليرسلهم إلي الجحيم هو اعتقاد خاطيء جداً و قد و ضع الناس في حالة نوم حيث يعتقدون أن الله سيخلص من يريد. هذا ليس صحيحاً. نحن لدينا مسؤولية أخوتي و أخواتي و التكلم بالكلمة، باحثين عن فرص لنشر الأنجيل، هذا شيء علينا القيام به. التكلم بالكلمة، أن نقول للسجناء " أخرجوا أيها السجناء". سواء كانوا سيخرجون أو لا فهذه مسؤوليتهم. و لكنها مسؤوليتنا أن نقول لهم. مسؤوليتنا أن نريهم الأب. بقدر ما كان الأب مهتماً، إنه يريدهم من كل قلبه! لقد دفع لهم نفس الثمن الذي دفعه لأجلنا و ينتظرهم بنفس الأذرع المفتوحة التي أنتظرنا بها.

تاسوس كيولاشوجلو