الكلمة

عن تفسير الكتاب المقدس (PDF) هذا المقال على نسخة PDF

عن تفسير الكتاب المقدس



السؤال الذي يسأل عن التفسير الصحيح للكتاب المقدس وكيفية ترجمة كلمة الله، هو سؤال كبير ويحتاج إلي إجابة صحيحة. والاحتياج للجواب الصحيح يظهر في حقيقة أن هناك مئات الطوائف التي تَدَّعي أنها تتبع الكتاب المقدس وبرغم ذلك لديهم فروقات كبيرة بينهم في طريقة تفسيرهم له. وأنا أعتقد أن الطريقة الوحيدة لإيجاد الجواب الصحيح عن السؤال عن تفسير الكتاب المقدس أو علم تفسيره، كما يُدْعَي أحياناً، هي الذهاب للكتاب المقدس والنظر إلي ما يقترحه الكتاب المقدس نفسه بخصوص تفسيره.

مسؤولية كل مسيحي فيما يتعلق بتفسير كلمة الله مُعطاة في الرسالة الثانية إلي أهل تيموثاوس 2: 5، حيث نقرأ:

" اجتَهِدْ أنْ تُقِيمَ نَفْسَكَ للهِ مُزَكًّى، عَامِلاً لا يُخزَى، مُفَصِلاً كَلِمَةَ الحَقِّ بالاِستِقَامَةِ."

كلمة الحق هي كلمة الله، أي الكتاب المقدس. نحن مسؤولون أمام الله عن تفصيل كلمة الحق بالاستقامة، كما تقول لنا الآية السابقة. الكلمة اليونانية التي تمت ترجمتها كـ "مفصلاً بالاستقامة" هي كلمة " أورثوتومونتا". هذه الكلمة مكونة من الصفة "أورثوس" والتي تعني " صحيح علي النحو التام أو مستقيم" و الفعل " تومو" والتي تعني " ليقطع". إذاً فـ " أورثوتومونتا كلمة الحق" تعني " تقطيع كلمة الحق بمنتهى الصحة على النحو التام". الآن لكي يدعونا الله ان نقطع كلمته بمنتهى الدقة، فهذا يعني أنه لن نقدر على أن يكون لدينا ثلاث قطع أو حتى قطعتان وكلهم يكونوا في منتهى الصحة. فقط تفسير واحد لكلمة الله الذي هو " صحيح تماماً". لكي نعرف كيف نصل إلى هذا التقطيع الصحيح، التفسير الدقيق للكتاب المقدس، دعونا نذهب لبطرس الثانية 1: 20. حيث نقرأ:

" عَالِمينَ هذا أَوَّلاً: أنَّ كُلَّ نُبُوَّةِ الكِتَابِ ليستْ مِنْ تفسيرٍ خاصٍّ. لأنَّهُ لم تأتِ نُبوَّةٌ قَطٌّ بمَشِيئَةِ إنسانٍ، بل تكلَّمَ أُناسُ اللهِ القِدِّيسونَ مَسوقينَ مِنَ الرّوحِ القُدُسِ."

لقد علمنا مسبقاً من مقال " من هو مؤلف الكتاب المقدس و من الذي كتبه" أن "كل نبوة الكتاب" وتعني كل الكتاب، أي الكتاب المقدس. وفقاً للفقرة السابقة، لا يوجد شيء في الكتاب المقدس ذو تفسير خاص. والآن حيث أن فكرة التفسير الخاص قد أُلغيت، فالبديل الوحيد هو أن الكتاب المقدس يفسر نفسه أي أنه ذاتي التفسير. وهذا يعني أنه غير مسموح لنا أن نذهب إلى الكتاب المقدس ونعطي تفسيرنا الخاص له. فعوضاً عن ذلك، إذا كنا نريد أن نكون مُستَحسَنين أمام الله، فعلينا أن نجد ونتبع التفسير الذي يعطيه الكتاب المقدس لنفسه. فوحده هذا هو التفسير السليم للكتاب المقدس. إذا كان هذا التفسير يتفق أو يختلف مع طائفتنا أو عاداتنا، فلا يهم هذا. بالنسبة لنا هو أنه يجب علينا أن نظهر مُستَحسنين أمام الله ولكي نقوم بهذا لابد لنا أن نبحث ونتبع التفسير الذي يعطيه الكتاب المقدس عن نفسه.

تاسوس كيولاشوجلو