الكلمة

الكتاب المقدس هو: (PDF) PDF

الكتاب المقدس هو:



تيموثاوس الثانية 3: 16- 17 هي فقرة ذات أهمية أساسية لفهم هوية وفائدة الكتاب المقدس، فهي تقول:

تيموثاوس الثانية 3: 16- 17
"كُلُّ الْكِتَابِ هُوَ مُوحًى بِهِ مِنَ اللهِ، وَنَافِعٌ لِلتَّعْلِيمِ وَالتَّوْبِيخِ، لِلتَّقْوِيمِ وَالتَّأْدِيبِ الَّذِي فِي الْبِرِّ، لِكَيْ يَكُونَ إِنْسَانُ اللهِ كَامِلاً، مُتَأَهِّبًا لِكُلِّ عَمَل صَالِحٍ."

أكدت في تلك الفقرة على كلمة "هو" المستخدمة هناك والتي، كما نعرف جميعنا، تستخدم لتحديد وتمييز أو وصف الشيء، إذاً فوفقاً للفقرة السابقة، الإنجيل أو الكتاب المقدس موحى به من الله أو كما يقرأ النص اليوناني، أنه نَفَس الله، هذا يعني أن مؤلف الكتاب المقدس هو الله الذي تنفسه وأنتجه، إذاً، الكتاب المقدس هو كلمة الله. وبغض النظر عن هذا، تخبرنا الفقرة السابقة أن الكتاب نافع، معدداً لذلك أربع أسباب. وبشكل تحليلي أكثر، فهي تخبرنا أن الكتاب المقدس نافع للتعليم والتوبيخ والتقويم والتأديب الذي في البر، ومن ثم، فبما أن عنوان هذا المقال هو: "الكتاب المقدس هو"، إذا فنحن لدينا بعض من صفات الكتاب المقدس، أولها هي بخصوص تعريفه لكلمة الله الموحى بها بالكتاب المقدس، بينما الثانية هي نفع هذه الكلمة للتعليم والتوبيخ والتقويم والتأديب الذي للبر "لِكَيْ يَكُونَ إِنْسَانُ اللهِ كَامِلاً، مُتَأَهِّبًا لِكُلِّ عَمَل صَالِحٍ" (تيموثاوس الثانية 3: 17).

ومع ذلك، ليست هذه هي فقط صفات كلمة الله، سنعتبر فيما يلي المزيد من صفاته والتي ستساعدنا أيضاً على تقدير قيمته وفائدته بشكل أفضل.

1. كلمة الله: أكثر ما عظمه الله

أنا أعتقد أنه لا يوجد طريقة لبدء هذه الدراسة أفضل من سماع رأي الله في كلمته، ولكي نرى هذا الرأي سنذهب إلى مزمور 138: 2، حيث نقرأ:

مزمور 138: 2
"لأَنَّكَ [يشير إلى الله] قَدْ عَظَّمْتَ كَلِمَتَكَ عَلَى كُلِّ اسْمِكَ."

وفقاً لهذه الفقرة، عظم الله كلمته، مع اعتبار أنه لا يوجد شيء أعلى من الله والذي يعبر عنه اسمه، ونقدر أن نفهم بسهولة أن الله يريد أن يخبرنا هنا بأنه قد عظم كلمته فوق كل شيء آخر. إذاً فإن كنا نريد تقييماً صحيحاً لقيمة كلمة الله، فها هو تقييم الله لكلمته: فبالنسبة له، لا يوجد شيء أقيم من كلمته.

2. كلمة الله: خبز الحياة

برؤية المكانة العالية التي أعطاها الله لكلمته، فلنمضي قدماً لنرى بعض الصفات الأخرى لهذه الكلمة، بدءاً من متى 4: 4 حيث قال يسوع المسيح:

متى 4: 4
" مَكْتُوبٌ: لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ ..."

يظن الكثيرين أن الخبز أو الطعام المادي بشكل عام هو الشيء الوحيد الذي يحتاجونه للحياة، وعلى الرغم من أن الطعام المادي ضروري للحياة ولإشباع الجوع، إلا أنه وفقاً ليسوع المسيح، هناك شيء آخر يلزم لجعل حياتنا أكثر من مجرد حياة بسيطة، ما هو هذا الشيء؟ الجواب معطى في نفس الآية:

متى 4: 4
"مَكْتُوبٌ: لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ، بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ تَخْرُجُ مِنْ فَمِ اللهِ»."

وفقاً لهذه الفقرة، فلكي تجعل من حياتك حياة وافرة وليست فقط لأجل البقاء، فإنك تحتاج إلى "كُلِّ كَلِمَةٍ تَخْرُجُ مِنْ فَمِ اللهِ" أي أنك تحتاج إلى كلام الله، كما تقول لنا بطرس الأولى 2: 2

بطرس الأولى 2: 2
"وَكَأَطْفَال مَوْلُودِينَ الآنَ، اشْتَهُوا اللَّبَنَ الْعَقْلِيَّ الْعَدِيمَ الْغِشِّ لِكَيْ تَنْمُوا بِهِ"

لا يقدر الأطفال المولودين أن يعيشوا بدون لبن، فهم يستيقظون من النوم لأنهم يريدون اللبن. وبالمثل، فكما لا يقدر الطفل أن يعيش بدون اللبن، كذلك أيضاً حياتنا لا يمكن أن تستمر بدون لبن كلمة الله. ليس علينا أن نقرر إن كنا نحتاج لبن الكلمة أم لا، إنها حقيقة، فنحن نحتاجه، مثلما هي حقيقة أننا لكي نحيا جسدياً نحتاج أن نأكل شيئاً، إذاً فهي حقيقة وواقع لا يمكن تغييره، أنه لكي نحيا نحتاج إلى كلمة الله.

3. كلمة الله: الحق

بعدما رأينا أن كلمة الله هي بنفس الأهمية لحياتنا مثل اللبن للطفل المولود، فلنمضي قدماً لنعرف ما هي الصفات الأخرى لهذه الكلمة. ما سنقرأه حدث في أثناء محاكمة يسوع من قِبَل بيلاطس (يوحنا 18: 33- 38). في هذه المحاكمة، سأل بيلاطس سؤالاً واحداً تسائله الكثيرين منذ ذلك الوقت. جاء سؤال بيلاطس رداً على ما قاله يسوع بأنه قد أتى إلى هذا العالم لكي يشهد للحق (يوحنا 18: 37)، ويمكن أن نجده في يوحنا 18: 38

يوحنا 18: 38
"قَالَ لَهُ [ليسوع] بِيلاَطُسُ:«مَا هُوَ الْحَقُّ؟»."

لم يكن سؤال بيلاطس غير شائع على الإطلاق، فالكثير من الناس، وفي الحقيقة، الكثير منا، ربما سألوه في مرحلة ما من حياتهم، من الضروري إذاً أن نعرف إجابة هذا السؤال. هذه الإجابة معطاة في يوحنا 17، فنجد يسوع المسيح هناك يصلي قبل قليل من القبض عليه قائلاً:

يوحنا 17: 14، 17
"أَنَا قَدْ أَعْطَيْتُهُمْ [التلاميذ] كَلاَمَكَ، وَالْعَالَمُ أَبْغَضَهُمْ لأَنَّهُمْ لَيْسُوا مِنَ الْعَالَمِ، كَمَا أَنِّي أَنَا لَسْتُ مِنَ الْعَالَمِ... قَدِّسْهُمْ فِي حَقِّكَ. كَلاَمُكَ هُوَ حَق."

إجابة ذلك السؤال في غاية البساطة والوضوح وهي أن كلمة الله هي الحق. فالكتاب المقدس كونه كلمة الإله الواحد الحق، فهي الحقيقة التي نقدر أن نبني حياتنا عليها بدون أي خوف من أن نُخذَل. إنها تلك الكلمة التي تتحدث عن يسوع المسيح، " الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ" (يوحنا 14: 6) وعن الأشياء الرائعة التي حققها لأجلنا، إنها تلك الكلمة التي تقول أنك لو اعترفت بالرب يسوع وآمنت بقلبك بأن الله أقامه من بين الأموات ستخلص (رومية 10: 9). إنها ليست مجرد كلمة إيجابية، ولا هي كلمة دينية أخرى، بل هي الحق. إن فعلت هذا بالطبع ستخلص، وإن لم تفعل ذلك، لن تخلص، فالحق حق، لا تقدر أن تغيره أو تبدله، فهو غير متغير، فإما أن تقبله أو ترفضه.

وعلى العكس، فللكذب آلاف الجوانب، فتهدف آلاف الافكار والفلسفات والديانات إلى الحصول على مكان بعقلك، قد تكفي حياة بأكملها لحساب ميلاد وموت الكثير منها. يحتاج الإنسان إلى تجديد فلسفاته ونظرياته باستمرار حتى تكون عصرية، فإن كانت حق، لن تحتاج إلى تجديد. فالحق هو الحق اليوم وغداً وبعد ألف أو مليون سنة، وهي فقط كلمة الله الحق الأبدي، كما تقول بطرس الأولى 1: 23

"مَوْلُودِينَ ثَانِيَةً، لاَ مِنْ زَرْعٍ يَفْنَى، بَلْ مِمَّا لاَ يَفْنَى، بِكَلِمَةِ اللهِ الْحَيَّةِ الْبَاقِيَةِ إِلَى الأَبَدِ."

كذلك: بطرس الاولى 1: 25
"وَأَمَّا كَلِمَةُ الرَّبِّ فَتَثْبُتُ إِلَى الأَبَدِ». وَهذِهِ هِيَ الْكَلِمَةُ الَّتِي بُشِّرْتُمْ بِهَا."

كلمة الرب تثبت إلى الأبد، فهي غير محتاجة إلى تحديث، فالإله الذي أعد هذه الكلمة قبل آلاف السنين، هو نفس الإله اليوم أيضاً، كما تقول يعقوب 1: 17

يعقوب 1: 17
"كُلُّ عَطِيَّةٍ صَالِحَةٍ وَكُلُّ مَوْهِبَةٍ تَامَّةٍ هِيَ مِنْ فَوْقُ، نَازِلَةٌ مِنْ عِنْدِ أَبِي الأَنْوَارِ، الَّذِي لَيْسَ عِنْدَهُ تَغْيِيرٌ وَلاَ ظِلُّ دَوَرَانٍ."

أحياناً تكون بضع دقائق كافية للإنسان حتى يغير رأيه، "فالتغيير" و"الدوران" كثيراً ما يحدث مع الإنسان، ولكن مع الله فلا تغيير عنده ولا حتى ظل دوران. فكلمة الله بكونها الحقيقة والمعدة من قِبَل الله الذي لا يتغير، هي بالتأكيد الأساس الأكيد لحياتنا والشيء الوحيد الذي نقدر أن نعتمد عليه بدون أي خوف من أن نًخذَل.

4. كلمة الله: كلمة نقية

أحد الصفات التي تتصف بها الحقيقة من واقع تعريفها هو النقاء، إذاً السؤال هو: هل كلمة الله نقية، وإن كان الجواب نعم، فكيف هو نقاؤها؟ لمعرفة إجابة هذا السؤال سنذهب إلى المزامير، حيث نقرأ:

مزمور 12: 6
"كَلاَمُ الرَّبِّ كَلاَمٌ نَقِيٌّ، كَفِضَّةٍ مُصَفَّاةٍ فِي بُوطَةٍ فِي الأَرْضِ، مَمْحُوصَةٍ سَبْعَ مَرَّاتٍ."

مزمور 119: 140
"كَلِمَتُكَ مُمَحَّصَةٌ جِدًّ، وَعَبْدُكَ أَحَبَّهَا"

كلمة الله ليست كلمة مشوبة، ليست كلمة تحتاج للاعتذار عن أغلاطها ولا هي كلمة تحتاج إلى تنقية قبل الاستخدام، بل هي كلمة نقية وهي نقية جداً في الحقيقة " كَفِضَّةٍ مُصَفَّاةٍ فِي بُوطَةٍ فِي الأَرْضِ، مَمْحُوصَةٍ سَبْعَ مَرَّاتٍ" اي أنها لا يمكن أن تكون أنقى من ذلك، لهذا نحبها ("وَ[ونتيجة لذلك] عَبْدُكَ أَحَبَّهَا")، فنقائها، وكمالها ودقتها تعكس نقاء وكمال ودقة كاتبه الذي هو الله.

5. كلمة الله: مصدر الفرح

لقد رأينا بالفعل بعض من صفات كلمة الله، إلا أن القائمة لا تتوقف هنا، فنتعلم من مزمور 119 تأثير هذه الكلمة:

مزمور 119: 162
"أَبْتَهِجُ أَنَا بِكَلاَمِكَ كَمَنْ وَجَدَ غَنِيمَةً وَافِرَةً."

وكذلك مزمور 119: 14
"بِطَرِيقِ شَهَادَاتِكَ فَرِحْتُ كَمَا عَلَى كُلِّ الْغِنَى."

يحاول العديد من الناس إيجاد الفرح في امتلاك قدر كبير من المال، ومع ذلك، فكما رأينا، أنت لا تقدر ان تعيش بالخبز وحده. والمال لا ولن يقدر أن يشتري العنصر الذي يمكن أن يعطيك الحياة الحقيقية والفرح الحقيقي، ما هو هذا العنصر؟ إنه كلمة الله، فبغض النظر عن كل الصفات التي رأينا، إلا أن كلمة الله تجلب فرحاً عظيماً. وفي الحقيقة فهي تجلب فرحة كبيرة مثل فرحة من وجد كنزاً عظيماً. أنت لست بحاجة إلى الفوز بالـ "يا نصيب" حتى تفرح، ولكن ما تحتاجه هو أن تذهب إلى كلمة الله وأن تدرسها وتؤمن بها وتحفظها في قلبك. كل مرة ستفعل هذا، سيكون فرحك عظيماً كفرحة من وجد كنزاً كبيراً. أليس هو عجيب أن يكون لنا مثل هذا المصدر الثابت من الفرح! فهو ليس فرحاً معتمداً على الأوضاع، أو الحظ أو أي شيء آخر، بل هو معتمد على الله وعلى كلمته العظيمة، الكتاب المقدس.

6. كلمة الله: سراج لأرجلنا

صفة أخرى من صفات كلمة الله يمكن أن نجدها في مزمور 119: 105 وبطرس الثانية 1: 19 حيث نقرأ:

مزمور 119: 105
"سِرَاجٌ لِرِجْلِي كَلاَمُكَ وَنُورٌ لِسَبِيلِي."

كذلك بطرس الثانية 1: 19
"وَعِنْدَنَا الْكَلِمَةُ النَّبَوِيَّةُ، وَهِيَ أَثْبَتُ، الَّتِي تَفْعَلُونَ حَسَنًا إِنِ انْتَبَهْتُمْ إِلَيْهَا، كَمَا إِلَى سِرَاجٍ مُنِيرٍ فِي مَوْضِعٍ مُظْلِمٍ، إِلَى أَنْ يَنْفَجِرَ النَّهَارُ، وَيَطْلَعَ كَوْكَبُ الصُّبْحِ فِي قُلُوبِكُمْ"

لكي تسير على الطريق تحتاج إلى النور، سواء كان نور طبيعي أو صناعي، الحقيقة هي أنك لا تقدر أن تسير بدونه، وطريق الحياة ليس استثناء من تلك القاعدة، فحتى تسير في هذا الطريق تحتاج إلى نور يضيئه، فأين ستجد هذا النور؟ وفقاً للفقرة السابقة، الجواب هو كلمة الله أي باتباع كلمة الله ستكون وكأنك سائر في طريق مليء بالنور. كما يقول لنا كل من مزمور 84: 11 ويوحنا الأولى 1: 5

مزمور 84: 11
"لأَنَّ الرَّبَّ، اللهَ، شَمْسٌ ..."

يوحنا الأولى 1: 5
"إِنَّ اللهَ نُورٌ وَلَيْسَ فِيهِ ظُلْمَةٌ الْبَتَّةَ." الله مثل الشمس1، واتباع كلمته إذاً يشبه السير في طريق مضاء بكثير من الضوء مثل الذي لكاتبه، أي ضوء الله.

7. لو لم تكن الكلمة لذتنا ....

على الأغلب أنت تفهم بشكل أفضل أهمية الشيء عندما تدرك ما سيحدث في حال عدم وجود هذا الشيء معك، ورأينا فيما سبق بعض من صفات كلمة الله، فنقدر بسهولة إذاً أن نفهم من خلالها، ما سنفقده لو لم يكن لدينا. فهناك في المزامير توجد فقرة لا تتحدث عن فوائد كلمة الله بل تتحدث بشكل معاكس أي أنها تتحدث عن ما سيحدث لو لم تكن الكلمة هي نورنا. قال داود بالإعلان في مزمور 119: 77

مزمور 119: 77
"لأَنَّ شَرِيعَتَكَ هِيَ لَذَّتِي."

بالنسبة لداود، كانت كلمة الله هي لذته (كان الناموس هو كلمة الله أيام داود). والآن، وحتى نقدر أن نعرف ما كان سيحدث لو لم تكن كلمة الله هي لذته، فليس علينا سوى أن نمضي قدماً إلى ما بعد ذلك بخمس عشر آية، وبالفعل تخبرنا الآية 92:

مزمور 119: 92
"لَوْ لَمْ تَكُنْ شَرِيعَتُكَ لَذَّتِي، لَهَلَكْتُ حِينَئِذٍ فِي مَذَلَّتِي."

أحياناً قد تأتي بعض الفترات الصعبة بالتجارب اليسيرة المؤقتة (كورنثوس الثانية 3: 17، وبطرس الأولى 1: 6)، إلا أن ذلك لا يعني أن كلمة الله تتوقف في هذه الأوقات عن أن تكون هي المصدر الثابت للابتهاج، والسراج لارجلنا والخبز لحياتنا، ليس هناك موقفاً، ولا ظرف يمكن له أن ينقص من بريق الكلمة أو تجعلها تفقد قيمتها. فالله هو نفس ذات الإله القوي المحب في المواقف الصالحة والسيئة، وكلمته هي نفس الكلمة الموثوقة في كل من المواقف السيئة والصالحة، إلا أنه علينا أن نبقي على شعلة الكلمة لتظل حية دائماُ في قلوبنا. قد يأتي أحياناً الحزن والضغط والاضطهاد ولكنها لن تقدر أن تدركنا ما دامت كلمة الله هي لذتنا. فالله إله صادق وسيعظم انتصارنا دائماً بثقتنا فيه (رومية 8: 37)

8. لو لهجنا في كلمة الله سنكون ....

بعدما رأينا بعض من صفات كلمة الله، لابد وأن تكون قد اتضحت الفوائد العظيمة التي سنحصل عليها بدراسة الكلمة وحفظها في أعماق قلوبنا. ومع ذلك، دعونا نرى أيضاً المزيد من النتائج التي ستكون لهذه الكلمة لو لهجنا فيها أي لو جعلناها محور عقولنا وأفكارنا.

8. 1. مطوبين ومثل الشجرة المزروعة عند مجاري المياه

لمعرفة ما تتوقعه كلمة الله للإنسان الذي يركز تفكيره عليها، فلنذهب إلى مزمور 1: 1- 3، حيث تقول:

مزمور 1: 1- 3
"طُوبَى لِلرَّجُلِ الَّذِي لَمْ يَسْلُكْ فِي مَشُورَةِ الأَشْرَارِ، وَفِي طَرِيقِ الْخُطَاةِ لَمْ يَقِفْ، وَفِي مَجْلِسِ الْمُسْتَهْزِئِينَ لَمْ يَجْلِسْ. لكِنْ فِي نَامُوسِ الرَّبِّ مَسَرَّتُهُ، وَفِي نَامُوسِهِ يَلْهَجُ نَهَارًا وَلَيْلاً. فَيَكُونُ كَشَجَرَةٍ مَغْرُوسَةٍ عِنْدَ مَجَارِي الْمِيَاهِ، الَّتِي تُعْطِي ثَمَرَهَا فِي أَوَانِهِ، وَوَرَقُهَا لاَ يَذْبُلُ. وَكُلُّ مَا يَصْنَعُهُ يَنْجَحُ."

هل يوجد منا من لا يريد الازدهار فيما يعمل؟ أنا لا ظن ذلك. ومع هذا، كيف نصل إلى هذا؟ وفقاً للفقرة السابقة، الطريق هو أن نتأمل في كلمة الله. فإن فصَّلنا "كَلِمَةَ الْحَقِّ بِالاسْتِقَامَةِ" (تيموثاوس الثانية 2: 15) وجعلناها محور تفكيرنا، إذاً فمهما نفعل، سيسر الله، بما أنه سيأتي من عقل تحتل كلمة الله فيه المركز الرئيسي؛ ومن ثم، وفقاً للفقرة السابقة، ينبغي أن تزدهر وسنطوب أيضاً ("سنفرح") مثل الأشجار المثمرة المزروعة على ضفاف المياه.

8. 2. ناجح وحكيم

تأثير اللهوج في كلمة الله يتضح بشكل أكبر بالنظر إلى سفر يشوع، كان يشوع وريث موسى في قيادة شعب إسرائيل، بينما كانوا في طريقهم إلى أرض الموعد، مع الأخذ في الاعتبار أنه هو من كان سيقود شعب إسرائيل إلى أرض الموعد، ونفهم أيضاً، بقراءة التسجيلات2 المتعلقة بالموضوع أنهم لم يكونوا أسهل شعب في قيادته، فنقدر أن نفهم بسهولة كم احتاج يشوع إلى الحكمة لحمل مسؤولياته الثقيلة، من المثير إذاً أن نعرف ما نصحه الله به أن يفعل حتى تكون له هذه الحكمة. ولمعرفة ذلك، فلنذهب إلى يشوع 1: 5- 8. حيث كان الله يتحدث ليشوع قائلاً:

يشوع 1: 5- 8
"لاَ يَقِفُ إِنْسَانٌ فِي وَجْهِكَ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكَ. كَمَا كُنْتُ مَعَ مُوسَى أَكُونُ مَعَكَ. لاَ أُهْمِلُكَ وَلاَ أَتْرُكُكَ. تَشَدَّدْ وَتَشَجَّعْ، لأَنَّكَ أَنْتَ تَقْسِمُ لِهذَا الشَّعْبِ الأَرْضَ الَّتِي حَلَفْتُ لآبَائِهِمْ أَنْ أُعْطِيَهُمْ. إِنَّمَا كُنْ مُتَشَدِّدًا، وَتَشَجَّعْ جِدًّا لِكَيْ تَتَحَفَّظَ لِلْعَمَلِ حَسَبَ كُلِّ الشَّرِيعَةِ الَّتِي أَمَرَكَ بِهَا مُوسَى عَبْدِي. لاَ تَمِلْ عَنْهَا يَمِينًا وَلاَ شِمَالاً لِكَيْ تُفْلِحَ حَيْثُمَا تَذْهَبُ. لاَ يَبْرَحْ سِفْرُ هذِهِ الشَّرِيعَةِ مِنْ فَمِكَ، بَلْ تَلْهَجُ فِيهِ نَهَارًا وَلَيْلاً، لِكَيْ تَتَحَفَّظَ لِلْعَمَلِ حَسَبَ كُلِّ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِيهِ. لأَنَّكَ حِينَئِذٍ تُصْلِحُ طَرِيقَكَ وَحِينَئِذٍ تُفْلِحُ." [بالعبرية: "sakal" والتي تعني واع، حكيم، لديه الفهم، متعقل، مزدهر، أنظر رقم 7919 في strong's concordance 3تُقرأ في السبعونية "وحينئذ تكون حكيماً "]

أنظر كيف شجع الله يشوع بشكل عجيب، الله لا يبقى بعيداً بدون أن يفهم التشجيع والعون الذي قد نحتاجه، ولكنه إله محب ورؤوف. أنظر أيضاً ماذا قال ليشوع، قال له أنه لكي تصلح طرقه دائماً ("حَيْثُمَا تَذْهَبُ ") عليه أن يتشجع جداً للعمل حسب كل ما أمرت به شريعة موسى (وكانت تلك هي كلمة الله في ذلك الوقت). في الحقيقة أخبره أن ينتبه وألا يهرب مما أمرت به هذه الشريعة، بل أخبره أيضاً أنه لو لهج في الكلمة نهاراً وليلاً أي فقط لو كانت كلمة الله هي محور تفكيره دائماً، سيصلح وسيتصرف بحكمة. كلمة "حينئذ" المستخدمة في الفقرة تظهر أن صلاحه وحكمته مشروطتين بمكان كلمة الله في قلبه، وحقاً، فقط لو كانت كلمة الله هي محور أفكارنا وأفعالنا، سيكون لنا الصلاح والحكمة، ومن الممكن للقارىء أن يتأكد بقراءة باقي سفر يشوع، إذ كان يشوع بالفعل رجلاً تبع الله وخدمه طوال حياته، وكان فعلاً صالح وحكيم في أعماله.

9. الخلاصة

بنهاية هذا المقال، علينا أن نقول أنه لم يكن أمراً مجهداً على الإطلاق، ننصح القاريء بأن يبحث في كلمة الله ويجد لنفسه صفات أخرى. إلا أنني أظن أننا قد رأينا بالفعل الكثير من الأشياء التي ستساعدنا على تقدير كلمة الله بشكل أفضل. وبتلخيص كل ما سبق، فقد رأينا أن كلمة الله، أو الإنجيل هو:

1) الحق

2) أكثر ما عظمه الله

3) خبز الحياة

4) لبن للنمو

5) مصدر الفرحة

6) سراج لأرجلنا

7) نافع للتعليم والتوبيخ والتقويم والتأديب

8) نقية جداً

9) هي الشيء الذي لو جعلناه لذتنا لن نهزم من التجربة

10) الشيء الذي لو لهجنا فيه سنكون:

أ) مطوبين، ب) مثل شجرة مغروسة عند مجاري المياه ج) صالحين في كل شيء نفعله و د) حكماء.

تاسوس كيولاشوجلو



الحواشي

1. ومع ذلك، فعلى الرغم من أن الشمس يوجد على سطحها بعض البقاع الداكنة، إلا أنه لا يوجد أي شيء داكن لدى الله.

2. أنظر على سبيل المثال: خروج 15: 22 - 26، 16: 1- 5، عدد 11: 1- 6، 16، 25: 1- 5، تثنية 1

3. أنظر: The Septuagint Version of the Old Testament with an English translation, Samuel Bagster and Sons, London, 1879.